في زمن اشتدت فيه المحن، وازداد فيه الظلم على أهل غزة المحاصرين، تبقى أواصر الأخوة الإسلامية أقوى من كل الحواجز، وأصدق من كل الشعارات.
ومن بين الركام والدخان، تخرج حملة “مؤاخاة” لتُذكّرنا بمعنى الإيمان الحقيقي، حيث قال رسول الله ﷺ:
“مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” [رواه البخاري ومسلم].

صرخة إنسانية ودعوة عالمية لكفالة العائلات في غزة

أكثر من مليوني إنسان في غزة يواجهون الموت البطيء بفعل الحصار، والقصف، والتجويع.
نساء وأطفال وشيوخ يعيشون اليوم بلا غذاء، ولا دواء، ولا ماء، ولا مأوى.
وها نحن أمام فرصة عظيمة لنجسد معاني الأخوّة في أبهى صورها من خلال حملة “مؤاخاة”، التي تدعو الأمة الإسلامية وكل أحرار العالم إلى كفالة الأسر المتضررة، ودعم المشاريع الصغيرة المنهارة، لتعود الحياة إلى بيوت هجرتها السعادة.

“مؤاخاة”.. ليست صدقة فقط، بل واجب ديني وإنساني

هذه الحملة ليست مجرد باب للصدقة، بل هي واجب شرعي، ونصرة لأهل الرباط، الذين قال فيهم رسول الله ﷺ:
“لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك” [رواه أحمد].
فهل نتركهم وحدهم في اللأواء والبلاء؟ أم نكون عونًا لهم في زمن تخلى فيه الكثيرون؟

قال الله تعالى:
“وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان…” [النساء: 75]
وإن من أعظم القتال في هذا الزمان، أن نُنفق وندعم ونكفل ونقف إلى جانب هؤلاء المستضعفين، الذين يواجهون العدوان بصبر وإيمان لا يلين.

مميزات الحملة: مؤاخاة حقيقية وصلة مباشرة

ما يميز حملة “مؤاخاة” أنها:

  • تتيح كفالة عائلات محددة في قطاع غزة، مع إمكانية التواصل المباشر بين الكافل والمكفول.

  • توفر الدعم للمشاريع الصغيرة التي كانت مصدر رزق للأسر، لتُعيد لهم شيئًا من الاعتماد على الذات.

  • تتم بالشراكة مع فرق موثوقة تعمل على الأرض داخل قطاع غزة، ما يضمن وصول الكفالة إلى مستحقيها في ظل الحصار.

  • تجمع بين البُعد الإنساني والشرعي، حيث يجتمع فيها الأجر، والرحمة، وتحقيق معنى المؤاخاة الحقيقي.

“وتعاونوا على البر والتقوى”

إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتعاون على الخير، فقال:
“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” [المائدة: 2]
ومؤاخاة اليوم هي باب من أبواب البر، لا يطرقه إلا من صدق في نيته، ورفق في قلبه، وحرّكته نخوته لنصرة إخوانه.


كن أخًا صادقًا.. ويدًا حانية على أهل غزة

في زمن بات فيه صوت السلاح أعلى من صوت الضمير، كن أنت الصدى لصوتهم المنكسر.
شارك في حملة مؤاخاة، واغتنم الأجر، وكن جزءًا من إنقاذ أسرة، أو إعادة حياة.

للمساهمة: https://www.madinah.com/muakha
للمزيد: https://muakha.org

“وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” [البقرة: 195]
“من فَرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” [رواه مسلم].