دخل قطاع غزة يومه الـ556 تحت الحصار والموت، بعد أن مرت 555 يوماً على أبشع حملات الإبادة التي عرفها العصر الحديث، ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر على مساحة لا تتجاوز 365 كيلومترًا مربعًا.

رقم 555 الذي اجتاح منصات التواصل، لم يكن مجرّد أرقام، بل ترجمة مؤلمة لواقعٍ دمويٍّ، حوّل كل شبرٍ من غزة إلى مأتم، وكل بيتٍ إلى قصة فقد، وكل شارعٍ إلى شاهدٍ على مجازر تُرتكب على الهواء مباشرة.

منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت الحرب أكثر من 51 ألف شهيد، وأكثر من 116 ألف جريح، وفق وزارة الصحة في غزة. ولكن الأرقام لا تنقل سوى جزء بسيط من المأساة، فـالحاضر كارثي والمستقبل أكثر ظلمة، وسط صمت عالمي وعجز تام عن كبح جماح آلة الحرب الإسرائيلية.

حياة بلا حياة

اليوم، لم تعد غزة تعرف شيئًا من مقومات الحياة. لا مستشفيات، لا مدارس، لا منازل، لا غذاء، ولا حتى ماء نظيف. الأسر مشردة بين ركام منازلها، أو تحت خيام لا تقي حرّ الصيف ولا برد الشتاء. مراكز الإيواء تحولت إلى مخيمات موت بطيء، وسط انتشار الأمراض وسوء التغذية.

في كل ساعة، تُمحى عائلة عن الوجود، وفي كل دقيقة، تُسجل جريمة جديدة ضد الطفولة والإنسانية. القانون الدولي أصبح حبراً على ورق، ودماء الأبرياء تُسكب أمام عدسات العالم، دون محاسبة أو حتى إدانة فاعلة.

الخذلان الدولي والقلق القادم

لم يعد الفلسطينيون ينتظرون كثيرًا من المجتمع الدولي. فقد سئموا من الخطابات والمواقف الرمادية، التي ترفض التهجير لفظيًا، لكنها تصمت أمام المجازر عمليًا.
باتت غزة اليوم على حافة المجاعة، مع نفاد المواد الغذائية وإغلاق المعابر، وتوقف المخابز، وسط شلل شبه كامل للمنظومة الصحية والإغاثية.

“مؤاخاة”: شعلة أمل وسط الركام

في خضم هذا السواد، تبرز حملة “مؤاخاة” كنافذة أمل تُمدّ الأسر المنكوبة بجرعة من الصمود. تسعى الحملة إلى كفالة العائلات المتضررة، وتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية من غذاء ومياه ومواد معيشية، في وقت انهارت فيه كافة شبكات الدعم داخل القطاع.

إن دعم حملة مؤاخاة اليوم ليس مجرد تضامن، بل ضرورة إنسانية عاجلة لإنقاذ أرواح باتت مهددة بالجوع والعطش. فكل مساهمة -مهما كانت بسيطة– تُحدث فرقًا، وتمنح العائلات بصيص أمل في واقع لم يعد يعرف سوى القصف والفقد.